فصل: سورة النحل:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل في وجوه التأويل



.تفسير الآيات (92- 93):

{فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (92) عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ (93)}
{لَنَسْئَلَنَّهُمْ} عبارة عن الوعيد.
وقيل يسألهم سؤال تقريع.
وعن أبي العالية: يسأل العباد عن خلتين: عما كانوا يعبدون وماذا أجابوا المرسلين.

.تفسير الآية رقم (94):

{فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94)}
{فاصدع بِمَا تُؤْمَرُ} فاجهر به وأظهره. يقال: صدع بالحجة إذا تكلم بها جهاراً، كقولك: صرح بها، من الصديع وهو الفجر، والصدع في الزجاجة: الإبانة. وقيل: {فاصدع} فافرق بين الحق والباطل بما تؤمر، والمعنى بما تؤمر به من الشرائع فحذف الجارّ، كقوله:
أَمَرْتُكَ الْخَيْرَ فَافْعَلْ مَا أُمِرْتَ بِهِ

ويجوز أن تكون (ما) مصدرية، أي بأمرك مصدر من المبني للمفعول.

.تفسير الآيات (95- 96):

{إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96)}
عن عروة بن الزبير في المستهزئين: هم خمسة نفر ذوو أسنان وشرف: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائل، والأسود بن عبد يغوث، والأسود بن المطلب، والحرث بن الطلاطلة.
وعن ابن عباس رضي الله عنه: ماتوا كلهم قبل بدر.
قال جبريل عليه السلام للنبي صلى الله عليه وسلم: أمرت أن أكفيكهم، فأومأ إلى ساق الوليد فمرّ بنبال فتعلق بثوبه سهم، فلم ينعطف تعظَّماً لأخذه، فأصاب عرقاً في عقبه فقطعه فمات، وأومأ إلى أخمص العاص بن وائل، فدخلت فيها شوكة، فقال: لدغت لدغت وانتفخت رجله، حتى صارت كالرحى ومات، وأشار إلى عيني الأسود بن المطلب، فعمى وأشار إلى أنف الحرث بن قيس، فامتخط قيحاً فمات، وإلى الأسود بن عبد يغوث وهو قاعد في أصل شجرة، فجعل ينطح رأسه بالشجرة ويضرب وجهه بالشوك حتى مات.

.تفسير الآيات (97- 99):

{وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)}
{بِمَا يَقُولُونَ} من أقاويل الطاعنين فيك وفي القرآن {فَسَبّحْ} فافزع فيما نابك إلى الله، والفزع إلى الله: هو الذكر الدائم وكثرة السجود، يكفك ويكشف عنك الغم. ودم على عبادة ربك {حتى يَأْتِيَكَ اليقين} أي الموت، أي ما دمت حياً فلا تخل بالعبادة.
وعن النبي صلى الله عليه وسلم: «أنه كان إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة» عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من قرأ سورة الحجر كان له من الأجر عشر حسنات بعدد المهاجرين والأنصار، والمستهزئين بمحمد صلى الله عليه وسلم»

.سورة النحل:

.تفسير الآية رقم (1):

{أَتَى أَمْرُ اللَّهِ فَلَا تَسْتَعْجِلُوهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (1)}
كانوا يستعجلون ما وعدوا من قيام الساعة أو نزول العذاب بهم يوم بدر، استهزاء وتكذيباً بالوعد، فقيل لهم {أتى أَمْرُ الله} الذي هو بمنزلة الآتي الواقع وإن كان منتظراً لقرب وقوعه {فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} روي أنه لما نزلت {اقتربت الساعة} [القمر: 1] قال الكفار فيما بينهم إن هذا يزعم أن القيامة قد قربت، فأمسكوا عن بعض ما تعملون حتى ننظر ما هو كائن، فلما تأخرت قالوا: ما نرى شيئاً، فنزلت {اقترب لِلنَّاسِ حسابهم} [الأنبياء: 1] فأشفقوا وانتظروا قربها، فلما امتدت الأيام قالوا: يا محمد، ما نرى شيئاً مما تخوفنا به، فنزلت {أتى أَمْرُ الله} فوثب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورفع الناس رؤوسهم، فنزلت {فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ} فاطمأنوا وقرئ: {تستعجلوه} بالتاء والياء {سُبْحَانَهُ وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ} تبرأ عز وجل عن أن يكون له شريك، وأن تكون آلهتهم له شركاء، أو عن إشراكهم. على أنّ (ما) موصولة أو مصدرية، فإن قلت: كيف اتصل هذا باستعجالهم؟ قلت: لأنّ استعجالهم استهزاء وتكذيب وذلك من الشرك. وقرئ: {تشركون}، بالتاء والياء.

.تفسير الآية رقم (2):

{يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ (2)}
قرئ: {ينزل} بالتخفيف والتشديد وقرئ: {تنزل الملائكة} أي تتنزل {بالروح مِنْ أَمْرِهِ} بما يحيي القلوب الميتة بالجهل من وحيه، أو بما يقوم في الدين مقام الروح في الجسد، و{أَنْ أَنْذِرُواْ} بدل من الروح، أي ينزلهم بأن أنذروا. وتقديره: بأنه أنذروا، أي: بأن الشأن أقول لكم أنذروا. أو تكون (إن) مفسرة؛ لأنّ تنزيل الملائكة بالوحي فيه معنى القول. ومعنى أنذروا {أَنَّهُ لا إله إِلا أَنَاْ} أعلموا بأنّ الأمر ذلك، من نذرت بكذا إذا علمته. والمعنى: يقول لهم أعلموا الناس قولي لا إله إلا أنا {فاتقون}.

.تفسير الآيات (3- 4):

{خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ تَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (3) خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ (4)}
ثم دلّ على وحدانيته وأنه لا إله إلا هو بما ذكر، مما لا يقدر عليه غيره من خلق السموات والأرض وخلق الإنسان وما يصلحه، ومالا بدّ له من خلق البهائم لأكله وركوبه وجرّ أثقاله وسائر حاجاته، وخلق ما لا يعلمون من أصناف خلائقه، ومثله متعال عن أن يشرك به غيره. وقرئ: {تشركون}، بالتاء والياء {فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُّبِينٌ} فيه معنيان، أحدهما: فإذا هو منطيق مجادل عن نفسه مكافح للخصوم مبين للحجة، بعد ما كان نطفة من منيّ جماداً لا حس به ولا حركة، دلالة على قدرته.
والثاني: فإذا هو خصيم لربه، منكر على خالقه، قائل: من يحيي العظام وهي رميم، وصفاً للإنسان بالإفراط في الوقاحة والجهل، والتمادي في كفران النعمة.
وقيل نزلت في أبيّ بن خلف الجمحي حين جاء بالعظم الرميم إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد، أترى الله يحيي هذا بعدما قد رمّ؟

.تفسير الآية رقم (5):

{وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (5)}
{الانعام} الأزواج الثمانية، وأكثر ما تقع على الإبل، وانتصابها بمضمر يفسره الظاهر، كقوله: {والقمر قدرناه} [يس: 39] ويجوز أن يعطف على الإنسان، أي: خلق الإنسان والأنعام، ثم قال: {خَلَقَهَا لَكُمْ} أي ما خلقها إلا لكم ولمصالحكم يا جنس الإنسان والدفء: اسم ما يدفأ به، كما أنّ الملء اسم ما يملأ به، وهو الدفاء من لباس معمول من صوف أو وبر أو شعر. وقرئ: {دفّ}، بطرح الهمزة وإلقاء حركتها على الفاء {ومنافع} هي نسلها ودرّها وغير ذلك.
فإن قلت: تقديم الظرف في قوله {وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} مؤذن بالاختصاص، وقد يؤكل من غيرها.
قلت: الأكل منها هو الأصل الذي يعتمده الناس في معايشهم. وأما الأكل من غيرها من الدجاج والبط وصيد البر والبحر فكغير المعتدّ به وكالجاري مجرى التفكه، ويحتمل أن طعمتكم منها، لأنكم تحرثون بالبقر فالحبّ والثمار التي تأكلونها منها وتكتسبون بإكراء الإبل وتبيعون نتاجها وألبانها وجلودها.

.تفسير الآية رقم (6):

{وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ (6)}
منّ اللَّه بالتجمل بها كما منّ بالانتفاع بها، لأنه من أغراض أصحاب المواشي، بل هو من معاظمها؛ لأنّ الرعيان إذا روّحوها بالعشي وسرحوها بالغداة- فزينت بإراحتها وتسريحها الأفنية وتجاوب فيها الثغاء والرغاء- أنست أهلها وفرحت أربابها، وأجلتهم في عيون الناظرين إليها، وكسبتهم الجاه والحرمة عند الناس. ونحوه {لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً} [النحل: 8]، {يُواري سَوآتِكُمْ وَرِيشًا} [الأعراف: 26].
فإن قلت: لم قدّمت الإراحة على التسريح؟ قلت: لأنّ الجمال في الإراحة أظهر، إذا أقبلت ملأى البطون حافلة الضروع، ثم أوت إلى الحظائر حاضرة لأهلها.
وقرأ عكرمة: {حينا تريحون وحينا تسرحون} على أن {تُرِيحُونَ وتسرحون} وصف للحين. والمعنى: تريحون فيه وتسرحون فيه، كقوله تعالى: {واخشوا يَوْماً لاَّ يَجْزِى وَالِدٌ} [لقمان: 33].

.تفسير الآية رقم (7):

{وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلَّا بِشِقِّ الْأَنْفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ (7)}
قرئ: {بشق الأنفس}، بكسر الشين وفتحها. وقيل: هما لغتان في معنى المشقة، وبينهما فرق: وهي أن المفتوح مصدر شق الأمر عليه شقا، وحقيقته راجعة إلى الشق الذي هو الصدع. وأما الشق فالنصف، كأنه يذهب نصف قوته لما يناله من الجهد.
فإن قلت: ما معنى قوله: {لَّمْ تَكُونُواْ بالغيه} كأنهم كانوا زماناً يتحملون المشاق في بلوغه حتى حملت الإبل أثقالهم.
قلت: معناه وتحمل أثقالكم إلى بلد لم تكونوا بالغيه في التقدير لو لم تخلق الإبل إلا بجهد أنفسكم، لا أنهم لم يكونوا بالغيه في الحقيقة.
فإن قلت: كيف طابق قوله: {لَّمْ تَكُونُواْ بالغيه} قوله: {وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ} وهلا قيل: لم تكونوا حامليها إليه؟ قلت: طباقه من حيث أن معناه: وتحمل أثقالكم إلى بلد بعيد قد علمتم أنكم لا تبلغونه بأنفسكم إلا بجهد ومشقة، فضلاً أن تحملوا على ظهوركم أثقالكم. ويجوز أن يكون المعنى: لم تكونوا بالغيه بها إلا بشق الأنفس. وقيل: أثقالكم أجرامكم.
وعن عكرمة البلد مكة {لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} حيث رحمكم بخلق هذه الحوامل وتيسير هذه المصالح.

.تفسير الآية رقم (8):

{وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ (8)}
{والخيل والبغال والحمير} عطف على الأنعام، أي: وخلق هؤلاء للركوب والزينة، وقد احتج على حرمة أكل لحومهن بأن علل خلقها بالركوب والزينة، ولم يذكر الأكل بعد ما ذكره في الأنعام.
فإن قلت: لم انتصب {وَزِينَةً}؟ قلت: لأنه مفعول له، وهو معطوف على محل لتركبوها.
فإن قلت: فهلا ورد المعطوف والمعطوف عليه على سنن واحد؟ قلت: لأنّ الركوب فعل المخاطبين، وأما الزينة ففعل الزائن وهو الخالق. وقرئ: {لتركبوها زينة}، بغير واو، أي: وخلقها زينة لتركبوها. أو تجعل زينة حالا منها، أي: وخلقها لتركبوها وهي زينة وجمال {وَيَخْلُقُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} يجوز أن يريد به: ما يخلق فينا ولنا مما لا نعلم كنهه وتفاصيله ويمنّ علينا بذكره كما منّ بالأشياء المعلومة مع الدلالة على قدرته. ويجوز أن يخبرنا بأن له من الخلائق ما لا علم لنا به، ليزيدنا دلالة على اقتداره بالإخبار بذلك، وإن طوى عنا علمه لحكمة له في طيه، وقد حمل على ما خلق في الجنة والنار، مما لم يبلغه وهم أحد، ولا خطر على قلبه.

.تفسير الآية رقم (9):

{وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْهَا جَائِرٌ وَلَوْ شَاءَ لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ (9)}
المراد بالسبيل: الجنس، ولذلك أضاف إليها القصد وقال {وَمِنْهَا جَائِرٌ} والقصد مصدر بمعنى الفاعل وهو القاصد. يقال: سبيل قصد وقاصد، أي: مستقيم، كأنه يقصد الوجه الذي يؤمه السالك لا يعدل عنه. ومعنى قوله {وَعَلَى الله قَصْدُ السبيل} أن هداية الطريق الموصل إلى الحق واجبة عليه، كقوله: {إِنَّ عَلَيْنَا للهدى} [الليل: 12].
فإن قلت: لم غير أسلوب الكلام في قوله {وَمِنْهَا جَائِرٌ}؟ قلت: ليعلم ما يجوز إضافته إليه من السبيلين وما لا يجوز، ولو كان الأمر كما تزعم المجبرة لقيل: وعلى الله قصد السبيل وعليه جائرها أو وعليه الجائر.
وقرأ عبد الله: {ومنكم جائر} يعني: ومنكم جائر جار عن القصد بسوء اختياره، والله بريء منه {وَلَوْ شَآء لَهَدَاكُمْ أَجْمَعِينَ} قسراً وإلجاء.

.تفسير الآيات (10- 11):

{هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ (10) يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (11)}
{لَّكُم} متعلق بأنزل، أو بشراب، خبراً له. والشراب ما يشرب {شَجَرٌ} يعني الشجر الذي ترعاه المواشي. وفي حديث عكرمة: لا تأكلوا ثمن الشجر فإنه سحت. يعني الكلأ {تُسِيمُونَ} من سامت الماشية إذا رعت، فهي سائمة، وأسامها صاحبها، وهو من السومة وهي العلامة، لأنها تؤثر بالرعي علامات في الأرض. وقرئ: {ينبت}، بالياء والنون.
فإن قلت: لم قيل {وَمِن كُلّ الثمرات}؟ قلت: لأنّ كل الثمرات لا تكون إلا في الجنة، وإنما أنبت في الأرض بعض من كلها للتذكرة {يَتَفَكَّرُونَ} ينظرون فيستدلون بها عليه وعلى قدرته وحكمته. والآية: الدلالة الواضحة.
وعن بعضهم: ينبت بالتشديد.
وقرأ أبيّ بن كعب: {ينبت لكم به الزرع والزيتون والنخيل والأعناب}، بالرفع.